مرت سبعة عقود على ظهور أول كتاب لشخصيات مومين، ولم تعد شخصيات مومين ترول التي أبدعتها توفي يانسون ذات شعبية فحسب، بل أصبحت من الكلاسيكيات.
وصرح مدير شركة Moomin Characters Ltd لعام 1995 “هدفنا هو أن تصبح شخصيات مومين في نفس شهرة شخصية بطوط وأستريكس”. وجدير بالذكر أن شخصيات مومين قد لاقت رواجًا شديدًا في أوائل العقد الأخير من القرن العشرين، عندما أحدث مسلسل رسوم متحركة ياباني ارتفاعًا كبيرًا في شعبية شخصية القزم الفنلندي في مناطق كثيرة من العالم.
وقد بدأت الشركة العائلية لمبدعة شخصيات مومين، الفنانة توفي يانسون، في زيادة التسويق لنفسها، فقامت على سبيل المثال ببيع علب غداء في اليابان مزودة بأعواد طعام مرسوم عليها شخصيات مومين. ويحب الشعب الياباني شخصيات مومين، كما تم إنتاج أول مسلسل تلفزيوني للمومين في اليابان عام 1972، وتم بيع مليون كتاب هناك.
تحول الشخصيات إلى كلاسيكيات
وتذكر ابنة شقيق توفي، صوفيا يانسون، المدير الإبداعي ورئيس مجلس الإدارة الحالي للشركة، أن شخصيات مومين قد اكتسبت مكانة كلاسيكية بدلاً من وصفها “بالرائجة”. وأضافت قائلة “لقد نشأت ثلاثة أجيال منذ ظهور شخصيات مومين، وبذلك أصبحت الشخصيات من الكلاسيكيات”.
حظي مومين رول بأول نجاح دولي له عام 1954، حين بدأت مجلة Evening News بلندن في نشر قصص فكاهية مصورة عن مومين وبدأت توفي يانسون في رسمها ثم أكمل هذا الدور شقيقها لارس فيما بعد. وفي أوج نجاح هذه السلسلة واسعة الانتشار، كانت تُقرأ في أكثر من 40 دولة مختلفة. كما أن مدينة Moomin World، التي تم تشييدها على جزيرة صغيرة في جنوب غرب فنلندا، تجذب آلاف الأطفال كل صيف.
كانت البداية مع كتب توفي يانسون المصورة، التي تمت كتابتها باللغة السويدية في الأصل، وهي إحدى اللغات الرسمية بفنلندا. وقد تم نشر إجمالي 13 كتابًا في الفترة ما بين العامين 1945 و1977، وتمت ترجمتها إلى 43 لغة. وتظهر روعة شخصيات مومين على طبيعتها في الكتب. فيواجهون الكوارث والمغامرات ثم يعودون بسعادة إلى وادي مومين الهادئ، الذي يتمتع أهله بالحساسية والتسامح وكذلك المشاكسة في بعض الأحيان.
وبمرور الأحداث، تدخل شخصيات مومين في مناخ قاسٍ، ويحاولون التكيف مع الشعور بالحيرة والتفكير في مشاكل الصداقة والوحدة والحرية.
كيف خرجت شخصيات مومين إلى الضوء
كان والدا يانسون فنانين، وقد تأثرت خلفية كتب مومين من نمط حياتهما المتحرر من التقاليد في الاستوديو الخاص بهما في هلسنكي والصيف الذي كانا يقضيانه معًا على جزيرة صغيرة بخليج فنلندا. وقد ظهرت شخصية مومين للمرة الأولى بشكل علني كشعار لتوفي يانسون في فيلم رسوم متحركة مناهض لهتلر تم نشره في أواخر ثلاثينيات القرن العشرين، إلا أن شخصيات مومين في حقيقة الأمر كانت قد ولدت قبل ذلك في المنزل الصيفي لعائلة يانسون كرسم على الجدار الخارجي للمنزل.
وعلى مدار مسيرة يانسون الفنية، قامت بسرد هذه القصة بطرق مختلفة. وقد سردت هذه القصة في مقابلة عام 1984 مع الجريدة السويدية الفنلندية Ny Tid والتي أعيد نشرها باللغة الإنجليزية عام 2008 مع النسخة الأصلية من إحدى قصص مومين الفكاهية المصورة Moomintroll and the End of the World (مومين ترول ونهاية العالم) (Tigertext):
اعتادت يانسون وشقيقها بير أولو على كتابة الأفكار على الجدار الخارجي للمنزل، وعلقت على ذلك قائلة “كنا نحاول أن يكون لدينا بعض العمق الفكري”. وفي يوم ما، كتب بير أولو مقولة لفيلسوف ما (ذكرت في إحدى الروايات أنه كان الفيلسوف كانت، وذكرت في رواية أخرى أنه كان شوبنهاور، وفي الرواية الثالثة لم تذكر اسمه). وقد أرادت توفي أن تفند هذا الرأي، إلا أن الاقتباس “كان يستحيل نقضه ولم يكن أمامها فرصة للرد عليه سوى برسم أقبح شخصية ممكنة”. وهكذا ظهرت شخصية مومين ترول إلى الوجود.
وقد أضفت إليه شخصيات أخرى فيما بعد: مومين الأم، ومومين الأب، وشخصية سنوفكين الفيلسوف المحب للموسيقى، وسنيف الكوميدي الأناني والخجول، والآنسة سنورك التي لا تقاوم، وليتل مو المشاكسة، وجروك السيئة التي تحول الأرض حولها إلى جليد بينما تمشي.
وهناك العديد من الشخصيات الأخرى التي لديها أسماءً مثيرة للاهتمام (وللمزيد من التوضيح، يُرجى الرجوع إلى كتب Moomin “مومين”): هيمولينز، وفيلليونكس، وهاتيفاتينيرز، وتو تيكي، وميزابيل، وومبير، ويوكستر، ومدلير، ومسقراط، وميمبل، والشخصية الغامضة دويلير آندر ذي سينك.
وتقول توفي يانسون “لم أكن أرغب في استخدام الفلسفة أو تعليم أي فرد، بل كنت أكتب هذه القصص لتسلية نفسي في المقام الأول”، لكنها تبوأت مكانة رفيعة بصفتها رسامة وكاتبة نثر.
الكاتبة والرسامة توفي يانسون
|
بقلم: بيكا تاركا وبيتر مارتن، تم تحديث المقال في مارس 2014