بعد نجاحه في الجولة الأولى، سيظل نينيستو رئيسًا لفنلندا.

فاز الرئيس الفنلنديّ سولي نينيستو بفترة رئاسية ثانية مدتها ستة أعوام بنسبة 62.5% من عدد الأصوات، ليلغي الجولة الثانية من الانتخابات. وبالطبع، لم تأتِ تلك النتائج مفاجِئة، لكن الانتخابات تلعب دورًا مهمًّا.

فبينما كان موقف الرئيس الحاليّ قويًا في الانتخابات لكونه المرشح المفضل لدى كثيرين، أكدت الانتخابات – التي أجريت في 28 يناير 2018 – أهمية الديمقراطية.

ولحسن الحظ، تمتد فترة الحملات الانتخابية لبضعة أشهر فقط، يُسمح من خلالها بعقد المناقشات والمناظرات على المسرح المحليّ، كما تحصل خلالها الأحزاب التي ترغب في مساندة أي من المرشحين على تغطية إعلامية لتكون لديها الفرصة للإدلاء بآرائها أمام الشعب. وقد كانت نسبة المشاركة في الانتخابات 69.9% بالمقارنة بالانتخابات الرئاسية السابقة عام 2012، التي بلغت نسبة المشاركة فيها 72.8%.

كما كان منافس نينيستو في الانتخابات هذا العام مرشح الحزب الأخضر بيكا هآفيستو، الذي حصل على 12.4% من إجمالي عدد الأصوات. وقد كان هو المرشح الثاني أيضًا بعد نينيستو في انتخابات عام 2012، بالرغم من أن الانتخابات استمرت لجولة ثانية آنذاك. أما باقي المرشحين في الانتخابات التي أجريت خلال العام الحالي فهم كما يلي: لورا هوتاسآري (“عن حزب الفنلنديين،” وحصلت على 6.9 percent من عدد الأصوات،) بآفو فايرينن (الذي كان منتميًا إلى حزب الوسط من قبل ويخوض الانتخابات كمرشح مستقل، وحصل على 6.2% من عدد الأصوات)، وماتي فانهانن (عن حزب الوسط، وحصل على 4.1% من إجمالي عدد الأصوات) وتولا هآتينن (عن الحزب الاشتراكيّ الديمقراطيّ، وحصل على 3.3% من عدد الأصوات،) وميريا كيلونن (عن التحالف اليساريّ بنسبة 3.0% من عدد الأصوات،) ونيلز تورفالدز (عن حزب الشعب السويديّ بنسبة 1.5% من عدد الأصوات).

وقد شارك المرشحون وكذلك الأحزاب التي أيقنت أنها لن تفوز في الانتخابات أملاً في المشاركة في الدورة الانتخابية القادمة، أي في الانتخابات البرلمانية في أبريل عام 2019. بيد أن نتائج الانتخابات الرئاسية ليست مؤشرًا بالمرة على نتائج الانتخابات البرلمانية. كما يمكننا أن نستنتج شيئًا إذا ما نظرنا إلى المنافسين. فالدولة ليست موحَّدة، بالرغم من الشعبية التي يحظى بها نينيستو. لذا نجد أن فايرينن وفانهانن حصلا على المركز الثاني في كثير من المناطق الشمالية والوسطى في فنلندا، بينما حصد هآفيستو عددًا كبيرًا من الأصوات في المناطق الوسطى والجنوبية، أما هوتاسآري فقد حصلت على عدد كبير من الأصوات في غرب فنلندا. بينما حقق تورفالدز نتائج جيدة متوقَّعة في منطقة الساحل الغربيّ حيث يقطن عدد كبير من السكان المتحدِّثين بالسويدية.

البحث عن القوة والاستقرار

مؤيدو مرشح الحزب الأخضر بيكا هآفيستو – الذي فاز بالمركز الثاني في الانتخابات الرئاسية – يهتفون ويحملون لافتات مكتوب عليها “1. السلام، 2. حقوق الإنسان، 3. البيئة”.صورة: أنتي إيمو كويفيستو/ليتيكوفا

خاض نينيستو – الذي كان ينتمي إلى حزب الائتلاف الوطني المحافظ المعتدل – الانتخابات كمرشح مستقل. ولم يكن هذا تحولاً كبيرًا، إذ اعتاد رؤساء فنلندا ترك عضوياتهم في الأحزاب عند تولي منصب الرئاسة، بيد أن هذا الأمر سمح للرئيس الحاليّ بخوض الانتخابات دون التورط في السياسات الحزبية.

وفي خطابه الذي ألقاه فور تولِّيه فترة رئاسية ثانية، قال نينيستو: “فنلندا بلد رائع. وسنعمل كل ما في وسعنا كي تبقى هكذا”. وبعد السباق الرئاسيّ الذي شمل سبعة مرشحين آخرين، الأمر الذي لا يُعد غريبًا بالنسبة إلى السباقات الرئاسية في فنلندا، أشار نينيستو إلى أن إحدى نقاط القوة في فنلندا تتمثل في أن الشعب الفنلنديّ يختلف في الرأي بأسلوب بنَّاء، بينما يحترم كل منهم وجهات النظر المعارِضة لآرائه.

كما أشار أيضًا إلى أن صندوق السلام قد اختار فنلندا كأكثر دولة مستقرة عامَي 2016 و2017. وأضاف قائلاً: “هذا أمر رائع، فدولة صغيرة ومستقلة أقوى بكثير من دولة كبيرة وممزقة”.

بقلم بيتر مارتن، يناير 2018