رونبرج ̶مغني الراب الوطني خلال القرن التاسع عشر.

تضاهي أعمال الشاعر الوطني الفنلندي كبار شعراء الرومانسية الأوروبيين. وبالرغم من ذلك، يشتهر يوهان لودفيج رونبرج بالأكثر بسبب التارت الذي يحمل اسمه والذي ابتكرته زوجته.

وقد كان يوهان لودفيج رونبرج بارعًا في وصف الوطنية الفنلندية في أعماله، التي تشمل النشيد الوطني وأعمالاً أخرى.

وإذا قام أي شخص بزيارة فنلندا في بداية شهر فبراير، الذي تحتفل فيه الأمة بأسرها إذ يأكلون تارت رونبرج الفاخر ( Runebergintorttu)، فقد يظن أن يوهان لودفيج رونبرج كان خبازًا. يا له من تارت رائع! غير أن المافن المغطى بمربى التوت يرمز إلى الرجل الذي جعل الفنلنديين يقدرون أنفسهم، من خلال قصيدة ألفها، قادت فنلندا فيما بعد إلى الاستقلال. أما الخباز فهو زوجته.

يوهان لودفيج رونبرج (1804-1877) هو الشاعر القومي لفنلندا، وكان يكتب أيضًا باللغة السويدية. ومن أشهر أعماله النشيد الوطني الفنلندي وحكايات إنسين ستال وبوندن بآفو (الفلاح بآفو). صورة: جمعية الأدب الفنلندي، محفوظات

إثارة الروح الوطنية

في عام 1846، ألف يوهان لودفيج رونبرج قصيدة كمقدمة ل”حكايات إنسين ستال” (فانريكي ستولين تارينيت)، وهي ملحمة شعرية تصف أحداث الحرب الفنلندية. وتقول الروايات إن صديق رونبرج الذي يدعى فريدريك باسيوس ألف الموسيقى المصاحبة لتلك القصيدة في 15 دقيقة فقط. وقد أصبحت هذه القصيدة فيما بعد النشيد الوطني لفنلندا ‘مآم-لولو’. أما الهدف الذي من أجله ألف رونبرج هذه القصيدة، فهو إثارة الروح الوطنية القومية الفنلندية. هذا، ويعتبر رونبرج أعظم فنلندي، بل و”الشاعر القومي” لفنلندا.

Runeberg’s statue stands in Esplanade in Helsinki. On the pedestal of the statue is the Maiden of Finland holding a table with the words of the Finnish national anthem ‘Maamme’ written by Runeberg.

يقف تمثال رونبرج شامخًا في المتنزه في مدينة هلسنكي. وعلى قاعدة التمثال، توجد صورة لفتاة فنلندا الرمزية تمسك بيديها لوحًا مكتوبًا عليه كلمات النشيد الوطني الفنلندي “مآم” من تأليف رونبرج. صورة: إميليا كانجاسلوما

وتعبر كافة أعمال رونبرج عن الروح الوطنية التي يتسم بها أهل بلده. عاش ذلك الشاعر الفنلندي السويدي المراحل المبكرة من حياته في وسط فنلندا، بين الفلاحين وغيرهم من أفراد الطبقة المتوسطة المتحدثين باللغة الفنلندية. ليس هذا فحسب، بل حاول أيضًا كتابة بعض المسرحيات، كما نال شهرة واسعة بوصفه شاعرًا غنائيًّا. ويضاهي شعر رونبرج ما ألفه كبار الشعراء الرومانسيون الأوروبيون.

المرأة العظيمة

وراء كل رجل عظيم، أو على الأقل بجانبه، امرأة عظيمة. وهكذا كان الحال مع رونبرج أيضًا. وقد كانت تلك المرأة العظيمة هي زوجته فريدريكا رونبرج, التي كانت هي الأخرى كاتبة ورائدة في كتابة الروايات التاريخية الفنلندية. فقد أحسنت تدبير شؤون أسرتها -وأطفالها الثمانية- التي كانت تعيش في مدينة بورفو، وهي مدينة رائعة على شاطئ البحر على مسافة 50 كيلومترًا من شرق هلسنكي.

وتروي القصة أن المال كان شحيحًا في منزل رونبرج، غير أن فريدريكا كانت حسنة التدبير، تعرف جيدًا كيف تتعامل مع ولع زوجها بالطعام ومزاجه المتقلب. فقد كانت تجمع كسر الخبز المتبقية من اليوم السابق، وتضيف إليها شراب البنش، وتضع فوقها الفواكه التي تجمعها من حديقة منزلهم. كما أصبح تارت رونبرج مكونًا أساسيًا من وجبة الإفطار اليومية التي كان الشاعر يتناولها. ثم أصبحت الأمة بأسرها تحتفل بذكرى ميلاد رونبرج في الخامس من فبراير من كل عام.

Fredrika Runeberg, the poet’s wife, was both a writer herself and a wonderful baker who created the famous Runeberg cakes.

لقد كانت فريدريكا رونبرج، زوجة الشاعر رونبرج، هي الأخرى كاتبة وخبازة ماهرة ابتكرت تارت رونبرج الشهير بنفسها.صورة: ألفريد أوتلين / متحف بورفو

ولا نبالغ عندما نقول إنه لو كان يوهان لودفيج رونبرج ما زال حيًا، فمن المرجح أنه كان سيصبح مؤدي هيب-هوب أو مغني راب على شاكلة الفنانين الفنلنديين باليفيس أو أسا. فقد تغنت بقصائده فرقة الميتال الشعبية الفنلندية التي تسمى إنسيفرام.

كيف تصنع تارت رونبرج بنفسك

وصفة تارت رونبرج المكتوبة أدناه مأخوذة من موقع بورفو للمعلومات السياحية. غير أن الابتكارات مسموح بها أيضًا. ولتصبح أقل دسمًا، يمكنك استبدال الكريمة الدسمة بالزبادي اليوناني، كما يمكنك استخدام وجبات الشوفان بدلاً من كسر الخبز، ودقيق الحنطة الصحي وجنين القمح بدلاً من دقيق القمح. وستكون النتيجة رائعة أيضًا، حتى رونبرج نفسه كان سيحبها لو صنعت له هكذا.

طريقة عمل فطيرة رونبرج (باللغة الإنجليزية)

Runebergin torttu_flickr_hugovk_ BY-NC-SA 2.0__12544

بقلم: كارينا تشيلا، فبراير 2016