كاتب يستكشف الدخل الأساسي في فنلندا، عن تجربة شخصية

فنلندا تريد أن تعرف ما إذا كان العثور على عمل أسهل عندما تُستبدل إعانات البطالة بالدخل الأساسي، المؤلف توماس موراجا يشارك خبرته في تجربة الدخل الأساسي.

إن فكرة تجربة الدخل الأساسي لفنلندا التي استمرت لمدة عامين لهو اختبار لما إذا كان الناس متحمسين لقبول العمل، عندما لا يقلل الدخل الإضافي من المنافع الاجتماعية التي يتلقونها.

لقد فزت “باليانصيب” الذي نظمته مؤسسة التأمينات الاجتماعية في فنلندا [والتي غالبًا ما يطلق عليها الاختصار الفنلندي، كيلا (KELA)]، وبعبارة أخرى، لقد تم اختياري في تجربة الدخل الأساسي، فأنا واحد من العاملين المستقلين القليلين في مجالي –أولئك الذين يتناوبون بين مهمات العمل القصير وفترات البطالة- الذين تم منحهم هذه الفرصة.

إن الغرض من هذه التجربة تسهيل الضمان الاجتماعي والقضاء على مصايد البطالة والحالات التي لا يستطيع فيها الناس قبول العمل خوفًا من فقدان فوائدهم، ففي التجربة يتم دفع 560 يورو لـِ 2000 شخص بالغ شهريًا لمدة عامين، دون أي شروط مرفقة. وقد تم اختيار المشاركين عشوائيًا من بين العاطلين عن العمل الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و58 عامًا ممن تلقوا إعانات البطالة الأساسية – إعانات سوق العمل وبدلات البطالة الأساسية- في نوفمبر من عام 2016.

وقد تمت الإشارة إلى انطلاق تجربة الدخل الأساسي في يناير 2017 في جميع أنحاء العالم، وقامت العديد من الصحف الأجنبية بتغطية هذا الحدث، وحتى الآن، أجريت مقابلات مع الـ
وعدة إذاعات أخرى BBC و Rai Uno و Tageszeitung.

كان السؤال الأكثر شيوعًا الذي تم طرحه عليّ هو “كيف غيرت تجربة الدخل الأساسي حياتك؟”.

الجواب البسيط هو: أنه ماليًا، لم يغير شيء، ويبدو أن الصحافة العالمية فوجئت بأن فنلندا لديها بالفعل نظام يوفر الأمن المالي الأساسي للمواطنين في ظروف حياتية متنوعة، وهذا ليس هو الحال في معظم أنحاء العالم.

فقط قُل نعم

ومع ذلك –بالنسبة ليّ- كوني منضمًا إلى هذه التجربة، فقد أحدثت بي آثارًا نفسية إيجابية عظيمة. فأنا أُفضل كثيرًا أن أتسلم دخلًا أساسيًا عن التعامل مع النظام القديم وأن املأ استماراته المعقدة.

في وقت سابق، لم أكن أقبل جميع الوظائف الصغيرة، خوفًا من فقدان فوائدي وأن اضطر إلى تقديم طلب جديد لهم بسبب البيروقراطية، فلم يكن من المجدي ماليًا أن أقبل جميع هذه الوظائف الصغيرة. الآن أشعر بأمان أكثر لأن الوظائف قصيرة الأمد لم تعد تقلل من فوائدي أو تؤخر دفعها.

وبفضل التجربة، تمكنت من حضور فعاليات للترويج لكتبي، فعلى سبيل المثال: إن الرسوم من مثل هذه الفعاليات غالبًا ما تكون منخفضة جدًا. فلم يكن من المنطقي حضور الندوات المكتبية أو المدرسية، في السابق. لقد خفضت التجربة معدل ضرائبي إلى حد كبير، والآن أقول نعم لجميع الدعوات.

في بداية عام 2017، تلقيت منحة من المؤسسة الثقافية الفنلندية لوضع اللمسات الأخيرة على كتاب غير روائي، والذي نُشر في ربيع عام 2017، أنا أعمل حاليًا على مشروعات كتب جديدة ولكن حتى الآن لم أتلق أي منح جديدة. لقد قدمت بعض المقالات إلى الناشرين، ولكن لا يمكنني إرسال فاتورة لهم حتى يتم نشر المقالات. وبالإضافة إلى ذلك، أرسلت عشرات الطلبات في قطاع الاتصالات والصحافة، ولكن لم تتم دعوتي إلى أي مقابلات حتى الآن.

إن الدخل الأساسي وحده لا يكفي للعيش، فإن نفقات معيشتي كاملة حوالي 2000 يورو في الشهر، وهذا هو المبلغ الذي أحتاج إلى أن أكتسبه بانتظام من خلال الكتابة. فعادة ما يستطيع الشخص العاطل كسب 300 يورو بدون خسارة إعانات البطالة، وبمجرد الوصول إلى هذا المبلغ، فإن الأجر المقبوض هو 50 في المائة من الدخل الإضافي.

يتطلب تقديم طلب للحصول على استحقاقات البطالة المعدلة أن يقدم مُقدم الطلب تقريرًا عن كل أجر يتلقاه؛ مما قد يؤخر دفع الاستحقاقات بسبب أوقات المعالجة الطويلة.

وفي الإجراء الجديد، لا يلزم تقديم التقارير؛ إذ يمكنني التركيز على الكتابة والبحث عن عمل. يبدو أن الدخل الأساسي يمنحك مزيدًا من الحرية ويجعل المجتمع أكثر مساواة.

كتبه توماس موراجا، مجلة ThisisFINLAND عام 2018