إن شركة Moomin Characters Ltd هي المالكة لكافة حقوق المومين. يقول المدير الإداري للشركة رولف كرُوكرستروم: “لن يُقام حفل فطائر البان كيك للاحتفال بالذكرى الـ 80 للمومين في مقر الشركة”.
“لطالما انتابنا شعور ببعض الحرج تجاه الاحتفالات التجارية.”
وبدلاً من ذلك، فضلت الشركة أن تعود إلى أول كتاب في سلسلة المومين وهو المومين والطوفان العظيم الذي صدر عام 1945. وتدور قصة هذا الكتاب حول رحلة عائلة مومين في البحث عن مومينبابا (Moominpappa).
“يمكن النظر إلى الطوفان العظيم كرمز مجازي للحرب التي انتهت حديثًا في فنلندا وأوروبا. لم تكد تخلو أسرة من فقدان أب أو ابن أو أخ.”
يضيف كرُوكرستروم: “إن العديد من العناصر التي قُدِّمت في أول كتاب في سلسلة المومين أصبحت لاحقًا من السمات المميزة لقصص المومين”. “تستخدم توفي يانسون شبح الكارثة الوشيكة كعنصر درامي يُظهر السلوك النموذجي للشخصيات. كما أنها تُقدم أيضًا مفهوم “العائلة المرنة القابلة للتغيير”. وخلال رحلة هذه العائلة، يلتقي أفرادها بمخلوقات ينضم بعضها إلى العائلة لفترة مؤقتة، بينما يصبح البعض الآخر جزءًا دائمًا من العائلة.”
يمكن اعتبار النهج المتبع من جانب العائلة تجاه هذه المخلوقات حجر الأساس في فلسفة المومين: فجميع هذه المخلوقات مقبولة كما هي، مع التأكيد على ضرورة تحمل كل فرد لمسؤولية ذاته بشكل كامل.
تُعد الشجاعة عنصرًا مهمًا في قصص المومين. الكثير منا يشعر بالخوف ويحتاج إلى أن يوقظ الشجاعة الكامنة بداخله. إننا بحاجة إلى تلك الشجاعة لكي نصبح أحرارًا ونحقق شيئًا في حياتنا. فقط حينها يمكننا أن نكون كرماء، وأن نواجه الآخرين كما هم، ونمدّ لهم يد العون.”
يقول كرُوكرستروم: “بعد مرور ثمانين عامًا، لا تزال قصة التهجير، للأسف، موضوعًا حاضرًا بقوة في واقعنا اليوم”.
“في وقتنا الحالي، يوجد أكثر من 200 مليون لاجئ حول العالم. وهناك عدد هائل من الأطفال المهجَّرين، ومستقبلهم يظل مجهولاً.”

عالم المومين، نانتالي. المنتزه الترفيهي الرسمي لعالم المومين في مدينة نانتالي بغرب فنلندا يفتح أبوابه كل صيف. ويمكن للزوار لقاء شخصيات المومين، وزيارة منازلهم، واستكشاف وادي المومين وما فيه من عجائب.الصورة: Moomin Characters Ltd
لمواجهة هذه القضية، تقوم الشركة بترخيص مجموعة من الأعمال الفنية المصممة بعناية والمستوحاة من رسومات يانسون الأصلية في كتاب الطوفان العظيم ليستخدمها شركاؤها في المنتجات التجارية. وسيتم التبرع بجزء من عائدات هذه المنتجات إلى الصليب الأحمر. الهدف هو جمع مليون يورو لصالح الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر.
تنتهي قصة المومين والطوفان العظيم باجتماع العائلة والعثور على مومينبابا ومنزل المومين الذي طالما حلموا به. وكجزء من احتفالات الذكرى السنوية وأسبوع اللاجئين في المملكة المتحدة، دعت شركة Moomin Characters Ltd مجموعة من الفنانين المعاصرين في أربع مدن إلى تقديم تصوراتهم الخاصة لمنزل المومين، بالتعاون مع مجتمعات اللاجئين المحلية.
يقول كرُوكرستروم: “من المرجّح ألا تبدو هذه المنازل شبيهة بالبيت الأزرق المخروطي الشكل، بل ستعبّر عن مفهوم “البيت” بالنسبة لهم”.

الصورة: Moomin Characters Ltd
بقلم نيني ليهتنيمي (Ninni Lehtniemi)، مجلة ThisisFINLAND